Header Ads

النصائح الكاملة للملياردير وارن بافيت .. كيف تجمع 100 مليار دولار بأسلوب بسيط في متناول الجميع؟



صدر عن منشورات جون وايلي وأبنائه كتاب عن ثروة وارن بافيت بقلم روبرت ب. مايلز.. وجاء فيه:
إن وارن بافيت Warren Buffet هو مستثمر وفرد مميز على حد سواء. وقد أصبح مليارديرا من خلال الاستثمار في البورصة شأنه شأن القلائل في التاريخ. ويعتبر نجاحه الباهر ملفتا لا سيما أنه لا يملك أي براءة اختراع، ولم يأتِ بجديد في التقنية ولا في مفهوم تجاري، ولم ينطلق عبر شركته الخاصة. فالوسائل التي استخدمها متوافرة للجميع في العالم الرأسمالي وهي: نظام صلب والتزام بمبادئ «الاستثمار القيمي».
يسلط هذا الكتاب الضوء على المبادئ والطرق العملية التي جعلت وارن بافيت واحدا من أهم المستثمرين في أيامنا هذه. من خلال الملاحظات الدقيقة والبحث المعمق، يدقق الكاتب في فلسفة بافيت ويظهر كيف أنه يمكن للقارئ تطبيقها في مشاريعه الاستثمارية. إن استخدام المبادئ التالية لبناء الثروة يمكن أن يساعد القارئ على تحقيق نتائج بارزة:
إن المرء غني وفقا لما يملك، وثري وفقا لما هو عليه. لا يكمن ثراء وارن بافيت الحقيقي في كمية ما يملك وما يساوي بل في شخصيته القيمة، واختيار مرشديه، ومبادئه الاستثمارية، واستراتيجياته الإدارية، ونظامه المميز، وعبقريته.
دراسة الأفضل سبيل الى التميز: يدرس بافيت الأفضل في كل القطاعات وفي كل البلدان. وهو يملك اليوم شركة تابعة تؤمن له تلقائيا الأفضل على الإطلاق في عالم الترفيه، والرياضة، والتعهدات الناجحة، والثراء، والسلطة، وقيادة الشركات.
المستثمرون الناجحون هم الذين يعملون بمبادئ «الاستثمار القيمي»: إن الاستثمار القيمي هو فن وعلم يقضي بشراء موجودات قيمتها الحقيقية دولار واحد بخمسين سنتا. يتطلب هذا مراجعة واحتسابا دقيقين للقيمة الدفترية للشركة و قيمتها الذاتية وعلاقتهما بالقيمة السوقية.
الاستثمار في «ماين ستريت» Main Street وليس في «وول ستريت»Wall Street. حقق بافيت البلايين من خلال استثماره في الشركات التقليدية العادية في «ماين ستريت» ، وليس في منشآت «وول ستريت» الجذابة مع أحدث الاختراعات التكنولوجية وأهمها.
يمكن إنشاء ثروة والمحافظة عليها من خلال تملك شركات. هذا المفهوم هو جوهر الرأسمالية. لقد أضحى بافيت أول رأسمالي في العالم عبر استعمال إيرادات من مؤسسات مختلفة بهدف امتلاك شركات إضافية، وذلك، من أجل تحقيق إيرادات أكبر وإعادة عملية التوسع هذه من جديد؛ على غرار كرة ثلج وهمية على قمة جبل اقتصادي مع الوقت الكافي لإحداث انهيار ثلجي عظيم ودائم التوسع.
وفي ما يلي ملخص لما جاء في الكتاب:
مبادئ وممارسات
إنّ حكاية وارن بافيت T هي حكاية رجل حقّق رأسمالا يعادل 100 مليار دولار، من دون أن يستفيد من أيّ إرث، أو أن يتولّى تجارة عائلية ؟؟؟طة انطلاق، ومن دون معلومات داخلية أو روابط مميّزة، أو راتب كبير.
يعتبر مجموع الثروة التي أنشأها بافيت أهمّ من مجموع إجمالي الناتج الداخلي في كلّ من كوبا، وكوريا الشمالية، واليمن معا!
إنّ مجموعة بافيت ، بركشاير هذاواي Berkshire Hathaway، متداولة في بورصة نيويورك ESYN. يعتبر سهماه من فئتي «أ» و «ب» أغلى سهمين كلفة على الاطلاق في الأسواق العالمية. تحتلّ مجموعة بركشاير اليوم المرتبة 25 لجهة التوظيفات، ويفوق عدد الموظّفين فيها 165000 شخص.
لقد حقّق بافيت كلّ ذلك من دون إجراء صفقات عدائية، أو تسريحات ضخمة، أو استثمارات في أسواق الاقتصاد الجديد.
على سبيل المثال، لو استثمرتَ 10000دولار مع وارن بافيت في عام 1956، حينما بدأ شركته الاستثمارية، لكانت بلغت ثروتك اليوم حوالي 300 مليون دولار. فالخبر السعيد الذي يأتينا من هذا المستثمر العظيم هو أنّه لا سرّ لبناء الثروة. والوعد الذي يقطعه عليك هو أنّ كلّ مستثمر قادر ـ عبر استخدام المبادئ والطرق نفسها ـ على تحقيق ثروة، والمحافظة عليها، وتمريرها الى الأجيال المستقبلية.
مبدأ رقم 1: ادرس الأفضل لتصبح الأفضل
لم يخترع وارن بافيت أيّ طرق أو ممارسات جديدة في حقل الاستثمار. وقد تعلّم مبادئ الاستثمار من مرشديه ومستخدميه السابقين: والده، وسيط في البورصة، وأستاذه الجامعي، بن غراهام Ben Graham. وجاء نجاحه الباهر نتيجة لمثابرته وثباته في تطبيق المبادئ القديمة التي ترتكز على القيمة وهي، ولو أنّ ذلك قد يبدو غريبا، تعتمد على المنطق السليم والبداهة، وهي سهلة التعلّم والتطبيق. يدرس بافيت الأفضل في كلّ القطاعات، لأنّه يعتبر أنّ الصفات التي تميّز الأفضل هي كونية ويمكن أن تتضاعف.
مبدأ رقم 2: حقّق ثروتك عبر تملّك شركة
يمكن تحقيق الثروة عبر طرق أربع وهي: الإرث، أو الزواج، أو اليانصيب، أو امتلاك عمل تجاري. ويجب المحافظة على كلّ ثروة، مهما كانت طريقة اكتسابها، عبر امتلاك شركات تجارية بشكل مستمرّ وكذلك عبر تقليص المصاريف بالنسبة للمداخيل المحقّقة. في الواقع، تنجم ثروة بافيت من تملّك شركات متنوّعة ـ أوّلا عبر البورصة، ومن ثمّ عبر شراء شركات وتملّكها بالكامل. إنّ خبرته واطلاعه وموهبته ومهاراته تكمن في تقدير الشركة بشكل مناسب، وتحديد قيم الإدارة، وفي شرائها بسعر منخفض مع حسم على قيمتها الحقيقية، مع الحرص على تحفيز المدراء الموهوبين والإبقاء عليهم. بعد ذلك، يعيد تشغيل الرأسمال الفائض ليضاعف هذه الخطوة مرّة تلو الأخرى، محقّقا حلقة رأسمالية وهمية بأرقى أشكالها.
مبدأ رقم 3: حدّد شخصيتك الاستثمارية
عليك أن تبدأ عملية الاستثمار بتحليل ذاتي لكي تطابق مزاياك وصفاتك الشخصية مع أسلوب الاستثمار المناسب. تساعدك بعض المتغيّرات على تحديد مواصفات المستثمر الذي ينطبق عليك ومنها: هل أنت مجازف ومخاطر؟ هل أنت متحفّظ؟ هل تحتاج الى زيادة المدخول أو رأس المال؟ هل أنت مستثمر ناشط أم سلبي؟ إنّ الاجابة عن هذه الأسئلة تبيّن أهدافك الاستثمارية ودرجة المخاطرة لديك.
مبدأ رقم 4: التزم بالاستثمار القيمي gnitsevnI eulaV
يعني الاستثمار القيمي المراجعة والاحتساب الدقيقين لقيمة الشركة الدفترية وقيمتها الذاتية بالاضافة الى علاقتها بالقيمة السوقية. كيف يمكنك التمييز بينهما؟
القيمة الدفترية هي ببساطة عملية طرح الموجودات من المطلوبات. والقيمة الذاتية هي الاحتساب الفني للمكاسب التي ستجنيها الشركة طيلة دوامها.
أمّا القيمة السوقية فهي سعر السهم المذكور في الجرائد.
فلنأخذ مثالا على ذلك: كم تدفع لشراء آلة تُربح دولاراً سنويا لمدّة 10 سنوات؟
لن تدفع 10دولارات لأنّك ستستردّ فقط مالك على مدار 10 سنوات.
ولن تدفع 9دولارات اليوم لتربح 1 دولار في السنة على مدار 10 سنوات، ممّا يشكّل نسبة عائدات تعادل 1% سنويا.
إنّ العائدات التي تريد تحقيقها من الاستثمار هي التي تحدّد لك المبلغ الذي ستدفعه. إذا كنت تبحث عن عائدات سنوية بقيمة 11%، وهو المعدّل الطويل الأجل المعتمد طيلة العقود الأخيرة لعائدات الأسهم العادية، فعليك أن تعرض لهذه الآلة ما يعادل سنتا يوميا في السنة، أو 52.3 دولارات.
مبدأ رقم 5: قلّص مخاطرتك
يظنّ كثيرون انّ المخاطرة أو المجازفة هي مدى تأرجح قيمة الاستثمار. نتيجة لذلك، يوظّفون أموالهم في مشاريع قليلة المجازفة تبدو لهم متدنّية الخطورة بينما أنّ هذه المشاريع تشكّل خطرا أكبر. وآخرون يظنّون أنّ المجازفة هي في القيام بتوظيفات قليلة، فيبدأون بالتنويع. وعوضا عن أن يوظّفوا الكثير في القليل، يشترون القليل من الكثير. عندما يشتري المستثمرون اثنين من كلّ شيء، يشعرون بمجازفة أقلّ ممّا إذا اشتروا الكثير من شيء واحد. يطلق بافيت على هؤلاء لقب: «مستثمري سفينة نوح»، يشترون من كلّ صنف اثنين فتصبح محفظة مستنداتهم أشبه بحديقة الحيوانات.
إنّ المخاطرة، كما يعرّفها بافيت، هي جهل المرء والمستثمر لما يفعله. إذا عرفت كيف تقيّم الشركات وتشتريها بأسعار مغرية، فعندئذ، ستريد الشراء أكثر ممّا تفهمه.
مبدأ رقم 6: طوّر فلسفة استثمارية
إنّ الفلسفة الاستثمارية هي ركيزة كلّ استثمار ناجح. ويمكن تلخيص فلسفة بافيت على الشكل التالي:
ـ القاعدة الأولى: لا تخسر رأس المال
ـ القاعدة الثانية: لا تنسَ القاعدة الأولى
ـ اعرف ما تملكه
ـ قم بالأبحاث قبل أن تشتري
ـ ركّز استثماراتك على أفضل الشركات التي تتحلّى بإدارة صلبة
ـ اتّخذ قرارا واحدا بشراء سهم ولتكن ملكيّتك طويلة الأجل
ـ لا تعطِ موافقتك أبدا من دون النظر مليا بالأمور، مهما كان الرأي السائد في المجتمع المالي
مبدأ رقم 7: ستثمر في ماين ستريت Main Street وليس في وول ستريت Wall Street
تمثّل ماين ستريت الاستثمارات والتداولات ضمن الاقتصاد القديم، بينما تتداول المنشآت ضمن الاقتصاد الجديد في وول ستريت.
إنّ بورصة وول ستريت تقدّم أحدث العروضات وأهمّها لكنّها عروضات لم تخضع للاختبار والتجربة وتعرّف بـ Initial Public Offerings IPO أي «أولى العروضات العامّة». لكنّ بافيت ينصح عوضا عن ذلك بـ OPOs Old Public Offerings وهي العروض العامّة القديمة. وهو يوظّف أمواله في مجال الألبسة والتأمين والمصارف والمجوهرات والأجهزة الإلكترونيّة والجرائد اليوميّة والمفروشات وغيرها… وفي عام 1971، أُطلق مؤشّر نازداك NASDAQ لأوّل مرّة بقيمة 100 دولار، وهو يجمع في الأساس شركات ترتكز بغالبيتها على تكنولوجيا الاقتصاد الجديد. وفي نهاية القرن، تضخّم إلى حدّ قياسي بلغ5000 دولار ثمّ انتهى إلى 2000دولار. في هذه الأثناء، كانت مجموعة بركشاير هذاواي من طراز الاقتصاد القديم تتداول بقيمة 70 دولاراً لتحقّق في عام 2000 رقما قياسيا بلغ 70000 دولار.
مبدأ رقم 8: تجنَّب 9 أخطاء شائعة
ـ شراء أسهم لا تفهمها
ـ الإفراط في التنويع
ـ جهل الفرق بين القيمة والسعر
ـ الاستثمار من خلال الأسهم بدلا من النقد
ـ التركيز الزائد على السوق
ـ الجمود: أي الاستمرار في القيام بما كنت تفعله دوما
ـ عدم تقييم الإدارة
ـ البيع المبكر
ـ عدم الشراء عند ملاحظة القيمة
——————————————————————-
رحلة العمر
يعيش جيل اليوم في وهم تحقيق الثروة بسرعة، لكنّ قصة بافيت تبرهن أنّ النجاح يأتي من خلال العمل الجدّي، والأخلاقيات العالية، والاستثمارات الطويلة الأمد. لقد مهّد بافيت طريقه إلى الثروة عبر تطبيق مبادىء عملية. واستغرق الامر خمسة عقود ليصبح واحدا من المواطنين الأكثر ثراء في العالم وذلك من خلال الاستثمار في منشآت الآخرين.
أكثر من المال
يعتقد بافيت بأنّ الحياة لا تتوقّف على تحقيق الثروة وأنّ الثروة لا تنحصر في المال فقط. وقد قال أحدهم: «إنّ العباقرة هم موضع إعجاب، والأثرياء هم موضع حسد، ورجال السلطة مصدر للخوف؛ أمّا أصحاب الشخصية الحميدة فقط فهم موضع الثقة».
ممّا لا شكّ فيه أنّ بافيت يتمتّع بالعبقرية والثروة والسلطة، لكنّ ميزة هذا الرجل هو أنّه موضع ثقة كونه يتحلّى بأخلاق حميدة.
حلقة الثراء
قد تتمتّع الأجيال المستقبلية في كلّ أنحاء العالم من منافع ثروة بافيت . وبالفعل، لا تكمن القيمة الحقيقية للثروة في امتلاكها بل في استخدامها.
إنّ أغلبية ثروة بافيت البالغة 100 مليار دولار ستُعاد الى المجتمع والمستشفيات والجامعات والقضايا الصحية والاجتماعية، قسم منها من مؤسّسة بافيت Buffet Foundation، لكنّ معظمها من مساهمين فرديين. وهكذا تنطلق حلقة الثراء بعد رحلة العمر هذه.
«الثروة هي حصيلة قدرة المرء على التفكير»
(اين راند)
حاول ألا تصبح رجلا ناجحا، بل حاول ان تصبح رجلا قيما
(آلبرت آينشتاين)
لائحة بالفئات المتعددة للمستثمرين:
> العصريون: يريدون معرفة أحدث التيارات.
> الجدوليون: يراجعون الجداول لتحديد التحرك الممكن لسعر السهم.
> المنتدَبون: يتخذ شخص آخر القرارات اليومية نيابة عنهم فيما يتعلق بنشاطات محفظة سنداتهم.
> المصدِّقون: يتفحصون فيوافقون على أي قرار اتخذ أو يرفضونه.
> التقنيون: يهتمون بالنواحي الكمية والقياسية للاستثمار، من دون النظر الى ناحية النوعية، كنزاهة الإدارة مثلا.
> المعارضون: يتعمدون اختيار المقاربة المضادة مهما كانت شروط السوق وأوضاعه.
> أتباع المعلم الروحي: يعتقدون أن شخصًا يفوقهم ذكاء سيهديهم الى الفردوس المالي.
> المتنزهون: يعتقدون أن كل ما يُعرف عن السهم بادٍ أصلا من خلال سعره.
> المنجرفون: هم الذين يلحقون الجموع. فيشترون عندما يشتري الجميع ويبيعون عندما يبيع الجميع.
> المقيِّمون: هم المجموعة التي ينتمي وارن بافيت اليها. يحفرون في عمق الشركات، ويقومون بأبحاثهم الخاصة، ويستمعون الى الآخرين لكنهم يفكرون ويتخذون قراراتهم بأنفسهم.
—————————————————————-
8 نصائح وتوصيات تساعدك على الاستثمار بنجاح استثمر بعقلك وليس بعاطفتك
فكر في الأسهم على أنها شركات واشترها كما لو كنت تشتري الشركة بكاملها مع الحذر الشديد. استثمر دائما وأنت تركز على القيمة، وحاول أن تتجنب موجات اللاعقلانية والعاطفة التي تغمر «وول ستريت» فصليا. ابحث عن شركات ضمن الاقتصاد القديم غير مشهورة وهي غالبا ما تقدم أهم الفرص.
اعرف الكثير عن القليل
افهم الشركات فهما كاملا وشاملا بالإضافة إلى طرق التقييم المعتمدة. اكتشف نقاط ضعف الشركة ونقاط قوتها بالنسبة لباقي الشركات في المجال نفسه. حاول أن تفهم طبيعة العمل تماما كما يفهمها مديروه. مثال على ذلك: بعد أن باع أحد مديري بافيت شركته بالكامل الى مجموعة بافيت ، بركشاير هذاواي ، مقابل 1،5 مليارات دولار، قال إنه التقى بافيت لمدة ساعة ونصف الساعة فقط لتنظيم الصفقة، لكنه لاحظ أن بافيت يعرف أكثر منه عن شركته – علما أن هذا المدير هو الذي كان قد أسس الشركة المذكورة!
حدد إطار كفاءتك
عليك أن تفهم تماما الشركات التي تملك أسهما فيها. اعرف ما لا تعرفه وكن صريحا وصادقا مع ذاتك. غالبا ما يعطي بافيت النصيحة التالية: «ارسم دائرة حول الشركات التي تفهمها ومن ثم احذف تلك التي لا تتأهل، إن على أساس القيمة، أم الإدارة الحسنة، أم التعرض المحدود للمحن. لا يهم أن تكون الدائرة كبيرة بقدر ما تكون واضحة بخاصة على حدودها الخارجية».
اقرأ وابحث
كان بافيت يقرأ ويبحث خمس مرات أكثر من أي شخص آخر. فكان من الطبيعي أن يكتشف فرص الاستثمار الجيد ويفهمها. عليك أن تكون على مثال المراسل أو المحقق الذي يطرح العديد من الأسئلة، ويبحث في العمق لكشف الحقائق. اقرأ عن الشركات واعمل على دراستها على مدار عدة سنين قبل أن تبدأ بالاستثمار.
استثمر في الشركات التي تسجل عائدات مرتفعة والتي تعمل لمصلحة المساهمين
اطرح الأسئلة التالية عندما تقيم إدارة شركة ما:
ـ هل تملك الإدارة حصة فاعلة أم كبيرة من أسهم الشركة؟
ـ هل الإدارة واضحة في تعاملها مع المتملكين؟
ـ هل تنوي الإدارة إلغاء العمليات غير المربحة؟
ـ هل تستخدم الإدارة الفائض من النقد لإعادة شراء الأسهم؟ لربما يعتبر هذا السؤال الأهم لأن إعادة شراء الأسهم في حالات كثيرة تعتبر وسيلة مفيدة ومربحة لاستخدام الموارد الفائضة.
ادفع دوما سعرا معقولا
إن شراء حتى أهم شركة في العالم لا يُعد استثمارا جيدا اذا كان السعر مرتفعا. فإن نسبة السعر للإيرادات كأهمية نسبة السعر لتدفق النقد هي كلها مقاييس مهمة لتقييم الشركة.
لا تُفرِط في التنويع
اختر قطاعا واحدا، وابدأ بتطوير خبرتك واطلع على عدة شركات أخرى من القطاع نفسه. فلن تحصل على نتائج أفضل من خلال شراء نموذج واسع من السوق. فكلما زاد التنويع، قلت إمكانية تحسين الأداء الذي قد يصبح، في أفضل الأحوال، متوسطا.
استثمر للمدى الطويل
لا يمكن تنبؤ نتائج التطورات على المدى القصير. يتوسع رأس المال بسرعة أكبر إذا تكدست الإيرادات من دون تقطع مستمر يزيد من كلفة الصفقات أو العمولة ومن الضرائب.
*************************
أحد الدروس الأساسية التي تعلمها من أول تجربة استثمارية أن الصبر فضيلة يجب عدم التخلي عنها
حقق في الـخامسة من عمره ربحاً قدره 5 سنتات
لا يستطيع أي قارئ للسيرة الذاتية للملياردير الاميركي وثاني اغنى رجل في العالم وارن بوفيت، الا ان يتوقف عند كثير من المحطات متأملا في حياة اعظم عبقرية استثمارية عرفها الانسان حتى اليوم. وكتب عنها روبرت مايلز «منشورات جون وايلي وأبنائه».
يقول المثل الصيني «ان رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة» وبالنسبة لوارن بوفيت فقد كان الطريق الى ثروته معبدا بالمبادئ التطبيقية، واحتاج الى خمسة عقود ليصبح واحدا من اغنى رجالات العالم من خلال الاستثمار في شركات الآخرين. وربما تستفيد اجيال قادمة لم تولد بعد من خبرات هذا الرجل وفلسفته وكيفية بنائه لثروته.
في الثلاثين من اغسطس عام 1930 ولد بوفيت لاب اميركي يعمل سمسارا للاسهم، تحول فيما بعد الى عضو في الكونغرس. وقد اظهر بوفيت شغفا شديدا ومذهلا بالمال والاعمال في مرحلة مبكرة من حياته، ويتحدث معارفه عن قدرات خارقة في احتساب وجمع وضرب الارقام من دون اية عوامل مساعدة.
في السادسة من عمره اشترى بوفيت 6 زجاجات كوكاكولا بـ 25 سنتا، ثم باعها بسعر 5 سنتات للواحدة محققا ربحا قدره 5 سنتات في حين كان اترابه يلعبون في الشارع.
وبعد خمس سنوات تلقى اهم درس في حياته العملية، ففي الحادية عشرة من عمره دخل عالم المال واشترى ثلاثة اسهم في شركة سيتيز سيرفيس بسعر 38 دولارا للسهم، وسرعان ما تراجع سعر السهم الى 27 دولارا، ولكن بوفيت، الذي تملكه الخوف على اسهمه، كان هادئا وتمسك بأسهمه الى ان استعادت عافيتها لتصل الى 40 دولارا حيث بادر الى بيعها فورا، وهذا خطأ سيعترف به بوفيت فيما بعد عندما قفز سعر السهم الى 200 دولار. فقد علمته هذه التجربة احد الدروس الاساسية في الاستثمار وهو ان الصبر فضيلة يجب التمسك بها.
تخرج من الجامعة في السابعة عشرة من عمره وكان قد جمع 5 الاف دولار من بيع وتوزيع الصحف (42610 دولارات بمقاييس عام 2000)، وبعد الحاح من الكثيرين قرر دخول كلية ادارة الاعمال في جامعة هارفارد، ولكن الجامعة، في اسوأ قرار يتم اتخاذه بشان قبول الطلبة في التاريخ، رفضت قبوله بحجة صغر سنه، وعندها تحول الى جامعة كولومبيا، حيث تلقى على ايدي عباقرة المال والاستثمار في ذلك الوقت ومنهم بين جراهام، وديفيد دود، خبرات ووسائل الاستثمار التي غيرت مجرى حياته العملية.
ثروة قائمة على المبادئ
في كتابه بعنوان «ثروة وارن بوفيت»، الذي صدر عن دار جون وايلي واولاده للنشر، يسلط روبرت مايلز الضوء على المبادئ والطرق العملية التي حولت بوفيت الى واحد من اهم المستثمرين في الوقت الحاضر، وذلك بتطبيق عدد من المبادئ والبحوث المعمقة. ويقول الكاتب ان مؤشر داو جونز الصناعي بدأ مطلع القرن الماضي عند مستوى 66 نقطة ليصل الى 11 الف نقطة في 100 عام. وقد دخله بوفيت عام 1965 عندما كان المؤشر 2000 نقطة، وتمكن من ان ينمي استثماره البالغ 20 مليون دولار في شركة بيركشاير هاتاواي الى ثروة تربو على 100 مليار دولار دون أي تمويل جديد.
ويقول ان مما يجدر ان نتأمله ونفهمه، كيف استطاع رجل واحد من خلال تطبيق المبادئ والعمل الجاد من بناء امبراطورية مالية ذات سيولة عالية، تقوم على سلسلة من المبادئ، منها ان الانسان غني وفقا لما يملك، ولكنه ثري بما هو عليه من شخصية، وان ثروة بوفيت لا تتمثل في مقدار امواله بل في شخصيته وادارته واختيار مستشاريه ومبادئه الاستثمارية واستراتيجيته في التطبيق العملي.
ادرس الأفضل لتتميز
ويقول الكاتب ان من مبادئ بوفيت ان دراسة الافضل هي السبيل الى التميز، ومع ان بوفيت يبحث عن الافضل في كل القطاعات الاستثمارية، الا انه ليس من الضروري ان تشتري ما يشتريه بوفيت من الاسهم، بل المهم هو تطبيق مبادئه.
من النصائح التي يقدمها بوفيت للمستثمرين والساعين الى النجاح: تعلم كيف تشتري اصولا بما لا يزيد على نصف قيمتها الحقيقية وذلك اعتمادا على احتساب القيمتين الدفترية والذاتية ومقارنتهما بالقيمة السوقية، والتوجه نحو القطاعات التقليدية دون الوقوع في حبائل ما يطرح في البورصات العالمية.
ويقول ان على المستثمر ان يوفر الحوافز للمديرين الموهوبين وعدم التفريط بهم، وان الاخلاق الفاضلة تظل هي الفيصل في تحقيق النجاح، بل انها تعادل الثروة ذاتها، لا تركض وراء المضاربة وعليك بالاستثمار طويل الاجل ولا تعتمد التنويع المفرط لتتجنب المجازفة والمخاطر.
فلسفة لبناء الثروة
وبعد ان عرفت أي نوع من المستثمرين انت، لا بد ان تكون قد طورت لنفسك فلسفة استثمارية، كما انك ملم بما هو لديك، واصبحت تستثمر على غرار رجال الاعمال في مين ستريت، واصبحت مستعدا لشراء الاسهم بغرض الاحتفاظ بها الى الابد، وعليك ان تشتري كثيرا من مجموعة قليلة من الاسهم. ان هذه الفلسفة تعتبر مناقضة للحكمة التقليدية السائدة في عالم الاستثمار والتي تروج لمزايا التنويع وشراء الاسهم بغرض بيعها بقصد الربح. وعلى العكس، يعلمنا بوفيت ان نشتري كمية مركزة من الاسهم للاحتفاظ بها مدى الحياة. ويقول ان اولئك الذين حققوا منافع في السوق على المدى الطويل كانوا يمتلكون اسهما كثيرة في شركات قليلة.
وتتلخص فلسفة بوفيت في هذا الباب بالدعوة الى:
> التركيز على شركات على مستويات عالمية تدار من قبل مديرين على قدر كبير من الكفاءة.
> ضرورة ان يحصر المستثمر نفسه في دائرة الشركات التي يفهمها جيدا، ويعتبر ان ما بين 5 و10 شركات يعتبر خيارا جيدا، اما ما يزيد على 20، فسيكون مصدرا للقلق، وفي هذه الحالة عليك ان تعيد النظر في مكونات محفظتك.
> الاهتمام بالنخبة من افضل الاسهم، وتركيز الاستثمارات عليها، ولنتذكر ان عكس التركيز هو الذهول والارتباك، وعندما نتحدث عن بناء الثروة، فان آخر ما قد نفكر فيه هو ان نفقد التركيز.
ويقول بوفيت «في كل استثمار تتخذه، يجب ان يكون لديك الاقتناع والشجاعة لترصد 10 % على الاقل من ثروتك في هذا السهم». ولذلك فان عليك ان تقيم محفظتك لترى مجموع الاسهم التي تملكها في الوقت الحاضر، وللتاكد من انها تتطابق مع معايير بوفيت لامتلاك الاسهم مدى الحياة.
تعلم من أخطاء بوفيت
ويشرح الكاتب كيفية التعلم من اخطاء وارن بوفيت الاستثمارية، التي كان من اهمها:
> شراء استثمارات معمرة لا قدرة لها على المنافسة على المدى الطويل.
وينسب اليه قوله ان اولى اخطائه واكبرها يتمثلان في شراء شركة بيركشاير هاتاواي للاقمشة في مساتشوستس عام 1965 واضطر الى بيعها بعد 20 سنة نظرا لعدم قدرة صناعة الاقمشة على الصمود في مواجهة المنتجات المنافسة القادمة من الخارج باسعار ارخص. ولذلك فان النشاط الاصلي للشركة لم يعد قائما الآن الا بالاسم .
> الاستثمار في صناعة اخرى تواجه مشاكل، وذلك عندما استثمر عام 1989 مبلغ 358 مليون دولار بشراء اسهم ممتازة في شركة يو اس اير، لأن الاستثمار في هذا النشاط كان غير موفق في ذلك الوقت.
> تمويل الاستثمار بحصص اسهم بدلا من النقد السائل، فقد اشترى شركة ديكستر لصناعة الاحذية بمبلغ 420 مليون دولار عام 1993 وبدلا من النقد عرض بوفيت 2% من اسهم شركته ثمنا للصفقة. وتساوي هذه النسبة الآن 2 مليار دولار وما زالت آثار الخطأ تتصاعد.
> الاستعجال ببيع الاسهم دون الانتظار لوقت طويل.
> عدم الاقدام على الشراء عندما كانت الفرصة سانحة
> توافر الكثير من السيولة، ما ادى الى التداخل مع الافكار التي تتناول تخصيص الاستثمارات في القطاعات الاستثمارية المختلفة.
ومن خبرة بوفيت ينصح الكاتب المستثمرين بأن يعرفوا ما لديهم من محافظ استثمارية واموال سائلة، والا يشغلوا انفسهم بالاسواق الخارجية التي لا يستطيعون تتبع مجرياتها بدقة. كما يقدم سبع نصائح تمكنهم من تحقيق هذا الهدف:
استثمر بعقلك لا بعاطفتك
> استثمر بعقلك لا بعاطفتك، حيث ان القرارات الاستثمارية العقلانية تعتبر من اهم محاور استراتيجية وارن بوفيت. احذر الاندفاعات غير العقلانية التي تكتسح وول ستريت وحاول التركيز على شركات الاقتصاد القديم لانها توفر الفرص الافضل.
> ركز على الاستثمارات المحلية، حيث يرى بوفيت انه من منظور الاستثمار الدولي، يصعب الالمام بالتطورات والمخاطر السياسية والمالية والمتعلقة بالتقلبات النقدية التي تتم في مناطق اخرى من العالم غير تلك التي نعيش فيها.
وقال في محاضرة في طلبة جامعة كارولينا الشمالية «اذا لم اكن قادرا على الاستثمار في السوق الاميركية التي يبلغ قوامها 5 تريليونات دولار، فهل استطيع ان افعل ذلك على بعد آلاف الاميال في بلد لا معرفة لي بشؤونه؟».
> حدد دائرة الكفاءة لديك، اعرف ما الذي تستطيع ان تفهمه، وتعرف على ما لا تستطيع معرفته، كن صريحا مع نفسك.: ضع دائرة حول الشركات التي تفهمها، ثم احذف الاسماء التي تجدها غير مؤهلة سواء من ناحية القيمة او الادارة الجيدة او التعرض المحدود للمخاطر. ولا يهم ان تكون الدائرة كبيرة بل ان تكون واضحة المعالم».
> اعرف الكثير عن القليل. فقد خاطب بوفيت طلبة جامعة كولومبيا بقوله «اذا قال احدهم انه يستطيع ان يقيم كافة الاسهم المتداولة في بورصة نيويورك، فاعلموا ان هذا الشخص خاضع لسيطرة فكرة مضخمة جدا عن امكاناته وقدراته. ولكن اذا ركزت اهتمامك على بعض الصناعات ودرستها لبعض الوقت، فمن المؤكد انك ستلم بالكثير عن تقييم اسهمها».
> لا تبك الفرص الضائعة، فان اكبر المستثمرين في العالم تضيع عليهم بعض الفرص الذهبية.
> اقرا وابحث. اذا كنت تقرا وتبحث خمسة اضعاف ما يفعل الناس العاديون، وهو ما كان يفعله بوفيت، فمن المؤكد انك ستكتشف بشكل افضل الفرص الاستثمارية الممتازة. وعليك ان تكون بمثابة الصحافي المحقق الذي يتعمق ويغوص في قلب الحقائق ويطرح سيلا من الاسئلة للالمام بكل ما يتعلق بالشركات ودراسة شؤونها لعدة سنوات قبل الاقدام على الاستثمار فيها.
> ان من اهم مزايا السوق انه لا يعرف العرق او الاصل او الدين او الجنس او الثقافة او البلد. الاستثمار منوع وبحاجة الى الالمام به من الوجوه المختلفة. كن ملما بمبادئ المحاسبة الاولية وقادرا على دراسة الميزانيات العمومية للشركات وبياناتها الختامية والتقارير السنوية.
احذر الخرافات الشائعة
ويتناول الكاتب بشيء من التفصيل شرح الخرافات الشائعة عن الاستثمار، وبوفيت والثروة، والتي كثيرا ما تتداولها اوساط عالم المال والاستثمار. وقد اوضحت فصول الكتاب كيف كانت انجازات وارن بوفيت استثنائية بكل ما في الكلمة من معنى، ولكن الفصل الثامن بين حقيقة ساطعة هي انه في الوقت ذاته انسان معرض للخطا والصواب على حد سواء.
ويذكر ان اسم بوفيت يعتبر واحدا من اغنى المصادر لصنع الخرافات والقصص المنسوجة احيانا لتزيين صورته، والتحدث عن مصادر ثروته وكيفية تكوينها، واحيانا اخرى تكون عارية عن الصحة. كما تناولت ايضا الطرق الاستثمارية ورجالاتها واساليبها

ومن هنا علينا ان نكون حذرين من الخرافات النمطية التي تنتشر حول الاستثمار وبناء الثروة وحول وارن بوفيت نفسه.
> انظر في نفسك ونظرتك الى الخرافات في حياتك الاستثمارية:
هل تصدق ان الاستثمار عملية معقدة؟
هل تظن انك بحاجة الى المال لتبدأ رحلة بناء الثروة؟
هل تحققت من ان وارن بوفيت وضع خارطة طريق ناجحة لتحقيق الثروة يجدر بك ان تطبقها؟
> اقرأ المزيد عن بوفيت و استثمر على طريقته، امتلك الاسهم مدى الحياة، واستمد الشجاعة من رجل بدأ ببضعة الاف ليبني منها ثروة بالمليارات، فمن المحتمل ان يكون انسان آخر في العالم قادرا على تكرار ما حققه بوفيت.
الثروة ليست مالاً فقط .. فثقة الناس بك أعظم ثروة
يقول الكاتب في الفصل الاخير من الكتاب ان الطريق امام بوفيت لبناء ثروته ليصبح واحدا من اغنى اغنياء العالم استغرق خمسة عقود، وانه كان ممهدا بالمبادئ العملية والخلقية التي كان يحرص على تطبيقها، من خلال الاستثمار في شركات ومؤسسات الاخرين.. وفي حين يعيش الكثيرون في وقتنا الحاضر وهم تحقيق الثروة بسرعة ودون عناء، فان قصة بوفيت تمثل خير دليل على ان النجاح لا يأتي مسرعا بل يتحقق من خلال العمل الجاد والاخلاقيات المهنية العالية والاستثمارات طويلة الاجل.
ومن مبادئ بوفيت ودروسه في الحياة انها لا تقتصر فقط على تكوين الثروة، وان الثروة لا تتمثل في المال وحده، بل انها ابعد من ذلك، انها التكامل والشهرة والسلوك. ان ثروة بوفيت هي المبدأ، وليست الاساس. يقول الفيلسوف الانكليزي جيمس الين «ان الظروف لا تصنع الرجال، ولكنها تكشفهم امام انفسهم . ومن هنا فان الناس لا ينجذبون نحو ما يريدون، ولكن نحو ما هم عليه من صفات».
وفي حين نرى ان العباقرة يحظون باعجاب الناس، فان الاثرياء لا ينالون الا الحسد، اما اصحاب السلطة والنفوذ فهم مصدر خوف. اما اصحاب الشخصيات الراقية والسلوكيات الحميدة فهم موضع ثقة. ولما كان بوفيت عبقريا فقد اصبح موضع اعجاب، وبسبب ثرائه فقد بات موضع حسد، ولا شك انه ذو نفوذ فقد اصبح مصدرا للخوف. ولكن مقياس الرجل انه موضع الثقة، لذلك فهو رجل ذو شخصية مرموقة وسلوك حميد.
من المحتمل ان تعود منافع ثروة بوفيت على الاجيال المقبلة كافة وفي كل بلاد الدنيا، وتعليل ذلك ان الثروة الحقيقية لا تتمثل او تكمن في امتلاكها بل في وسائل وطرق استخدامها. ولا شك ان هذه الثروة التي تربو على 100 مليار دولار سيستفيد منها المجتمع في صورة المستشفيات والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني من خلال مختلف الوسائل الصحية والاجتماعية. وتشرف على توزيع وتمويل جانب من هذه النشاطات مؤسسة بوفيت BUFFET FOUNDATION ، فيما يتولى الجزء الباقي مساهمون افراد في الشركة.
وتحتل شركة بوفيت المسماة بيركشاير هاتاواي المرتبة الخامسة والعشرين ضمن اكبر الشركات الاميركية من حيث عدد الموظفين، حيث يعمل فيها 165 الف موظف. كما تعتبر اكبر شركة في ولاية جورجيا من حيث عدد الموظفين.
وصفة سحرية
من اجل تفهم الانجازات العقلانية التي حققها بوفيت في بناء ثروته، انظر هذا المثال: مليون دولار يتم تحقيقه واستثماره سنويا لمدة 5.48 سنة بسعر فائدة سنوية يبلغ 10%، يعادل مليار دولار. هذا الانجاز لا يعتبر امرا سهلا بمقاييس اي انسان، ولكن بوفيت حققه وطبقه 66 مرة لصالح مساهميه، الى جانب 36 مرة لنفسه، او اكثر من 100 مرة طيلة عمله في المجالات الاستثمارية على مدى السنوات الخمسين الماضية، وليست هذه نهاية المطاف بالنسبة اليه، اذ يقول شريكه شارلي مونغر «ان وارن يحقق اداء افضل مع تقدمه في السن».
يتعامل بوفيت مع مساهميه كانهم شركاء. فقد وجدت ثروة بوفيت وتكونت مع المساهمين، وليس على حسابهم.
وقد كشف الكتاب النقاب عن كيفية بناء ثروة قدرها 3 ملايين دولار براتب 50 الف دولار سنويا ثم براتب 100 الف دولار سنويا، بدون اي استثمارات رأسمالية اضافية، وتنميتها لتصبح ثروة شخصية واستثمارا يصل الى 35 مليار دولار، بدون حتى بيع او شراء اسهم شركته القابضة ودون اصدار خيارات اسهم لنفسه.
هل لديك مـا يكفي ليجعل منك مليونيرا؟
اذا كان لديك الوقت والنظام والاستعداد لتعيش في مستوى يقل عن امكاناتك، فإن وصولك الى درجة المليونير يعتبر سهلا نسبيا. فقط خصص 158 دولارا شهريا، اي اقل من الفي دولار سنويا، لمدة 40 سنة على الاقل بفائدة 10% سنويا. انظر الجدول ادناه لتتعرف على المبالغ التي انت بحاجة اليها وتستثمرها كل شهر بسعر 10% لتتراكم وتصبح مليون دولار، فمن يريد في هذه الحالة ان يصبح مليونيراً؟
كيف بنى ثروته؟
يتناول الكاتب افكار بوفيت حول بناء الثروة وينصح المستثمر بما يلي:
– ابدأ الاستثمار وبناء الثروة مبكرا.
– لتكن لديك الثقة الكاملة.
– كن على اطلاع بأمور المحاسبة وكيفية جريان الامور في العمل.
– حدد لنفسك اهدافا تصبو لتحقيقها.
– ادخر واستثمر وعش دون مستوى دخلك .
– اقرأ وادرس كيفية تطور الاعمال والاستثمار عبر الحقب المختلفة قبل ان تباشر استثماراتك.
– كن محللا لنشاطاتك، ولا تكن محللا للسوق.
– ليكن اهتمامك مركزا على ما يجري داخل العمل، وحرر نفسك من التفكير فيما يجري في الاسواق الخارجية.
– تعلم كيف تقيم الانشطة واشتر اجزاء منها بسعر يقل عما تعتقد انه القيمة العادلة لها.
– اختر مديريك ومستشاريك بعناية.
واخيرا انظر الى الجوانب التي تناسبك في السيرة الذاتية لوارن بوفيت وحاول ان تتلمس اوجه الشبه بينها وبين حياتك العملية.
__________________________________________________ _______________*
حسن سير جنازة الثري أو الفقير تعتمد على الظروف الـجوية فقط
> ولد في الثلاثين من اغسطس عام 1930.
> بدأ حياته العملية منذ طفولته المبكرة.
> ظهر بوفيت خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية بشكل تدريجي ليصبح اعظم مستثمر في التاريخ الاميركي.
> لو استثمرت معه 10 الاف دولار في شركة بيركشاير هاتاواي عام 1965، لاصبحت قيمة استثمارك اليوم 50 مليون دولار.
> في الخامسة والثلاثين من عمره بلغت ثروته 7 ملايين دولار، وفي الخمسين ارتفعت الى 200 مليون دولار.
> يرفض تقديم توصيات بشراء سهم معين، او الكشف عما يستثمر فيه، ولكنه لا يبخل، بل يسارع الى عرض افكاره التي تقف وراء قراراته الاستثمارية.
> ثاني اغنى رجل في العالم ما زال يعيش في منزله الذي ابتاعه قبل ثلاثة عقود بمبلغ 31500 دولار.
> يقود سيارة فورد لينكولن تاون كار قديمة، ويحتسي يوميا عددا لا يحصى من علب الكوكاكولا.
> يؤمن بالمثل القائل «مهما تكن ثروتك، ومهما كنت حكيما ووسيما، فان هذه المعايير ستسقط عندما تموت، ولن يعتمد حجم جنازتك على ثروتك او نفوذك، بل على الظروف الجوية».



ليست هناك تعليقات