إيميلي بلانت: الفنانة التي كادت أن تقتل توم كروز
من أبرز المواهب الفنية النسائية في هوليوود في الوقت الحالي، لا خلاف على إجادتها للتمثيل وإن كان يعيبها اختياراتها المتأرجحة لأدوارها التي كلفتها كثيرا، وبعد الإشادات التي حصلت عليها مع عرض فيلمها The Girl on the Train، دعنا نلقي نظرة على مسيرة الفنانة البريطانية الشابة إيميلي بلانت التي من المتوقع أن تصبح في المستقبل القريب من أهم الفنانين في هوليوود.
البداية من المسرح
بدأت إيميلي بلانت مسيرتها الفنية من خلال المسرح، و ساعدها في ذلك صوتها المميز وقدرتها على التحكم فيه، بالإضافة إلى دراستهاً للكنات مختلفة. قدمها على خشبة المسرح لأول مرة المخرج المسرحي البريطاني بول سيلار في عام 2000 في المسرحية الغنائية Bliss وشاركها البطولة الممثل أدريان راولينز الذي أدى شخصية "جايمس بوتر" والد هاري بوتر في سلسلة أفلامه الشهيرة.
وفي عام 2001 قدمت بلانت مسرحيتها الثانية من بطولة جودي دينش والتي حملت اسمThe Royal Family، المسرحية حققت نجاحاً كبيراً وكانت السبب في حصول بلانت على جائزة أفضل ممثلة صاعدة.
واستكملت إيميلي مسيرتها في المسرح في عامي 2003 و 2004 من خلال تقديمها لمسرحيتي Vincent in Brixton وRomeo and Juliet لتتجه بعد ذلك إيميلي بلانت إلى التلفاز والسينما وتترك المسرح.
الظهور الأول في السينما لإيميلي بلانت كان من خلال الفيلم البريطاني My Summer of Love للمخرج باول باوليكوفسكي، اختيار بلانت للدور جاء بعدما قام باوليكوفسكي باختبارات أداء لمدة 8 شهور للممثلات ولكنه لم يستطع إيجاد الثنائي المتكامل الذي يريده في الفيلم، وفي النهاية وجد أن بلانت وناتالي بريس هما الأمثل للبطولة.
بلانت نالت إشادة كبيرة عن أدائها في الفيلم وفازت بعدد من الجوائز المقدمة للممثلين الصاعدين ليتهافت عليها المخرجون، وتقدم في 2006 فيلمين هما Irresistible من بطولة سوزان ساراندون والتي ذكرت أنها هي من طلبت من المخرج بأن تشاركها بلانت في الفيلم.
أما الفيلم الآخر فهو الفيلم الشهير The Devil Wears Prada الذي قدم إيميلي بلانت لشريحة كبيرة من الجمهور في دور مميز وبمشاركة نجوم كبار كميريل ستريب وستانلي توتشي والممثلة الصاعدة حينها آن هاثاواي.
بلانت استعدت للدور مع أن هاثاواي باللجوء إلى نظام غذائي لإنقاص الوزن إذ صرحتا بأنهما صورا معظم مشاهدهما في الفيلم وهما في حالة جوع شديدة. نالت إيميلي العديد من الجوائز عن دورها في الفيلم بالإضافة إلى ترشيحها عن فئة أفضل ممثلة في دور مساعد في جوائز الجولدن جلوب والبافتا.
لم تستثمر إيميلي نجاحها في هذا الوقت بالشكل الأمثل، فشاركت في عدد من الأفلام التي لم تضف لها أي جديد ولم تحقق نجاحاً كبيراً، بل أيضاً أبعدتها نوعاً ما عن الجوائز وعن أعين المخرجين المميزين حتى قرر المخرج الكندي جان مارك فالي أخذ إيميلي إلى مرحلة جديدة في مسيرتها.
فرصة جديدة
يعتبر فيلم The Young Victoria الذي جسدت فيه إيميلي بلانت دور البطولة هو نقطة التحول الأبرز في مسيرتها وعودة اهتمام المخرجين بها، بلانت برعت في تجسيد شخصية الملكة فيكتوريا خاصة إنها قدمت من قبل دور الملكة كاثرين في المسلسل التليفزيوني Henry VIII ، بلانت نالت ترشيحاً لجوائز الجولدن جلوب عن الدور في فئة أفضل ممثلة في دور رئيسي ، بالإضافة إلى ترشيح كأفضل ممثلة في جوائز السينما البريطانية المستقلة ، كما فازت بجائزة أفضل ممثلة عالمية في جوائز جوبيتار (الأوسكار الألماني)، وأفضل ممثلة في فيلم من مهرجان فانكوفر السينمائي.
عانت ايميلي بلانت بعد الفيلم من التخبطات في اختيار لأدوارها ولكنها تداركت ذلك سريعاً وتم اختيارها لتشارك مات ديمون بطولة فيلم The Adjustment Bureau و نالت جائزة الأكاديمية الأمريكية لأفلام الرعب والفانتازيا والخيال العلمي كأفضل ممثلة في دور مساعد.
شاركت بعدها إيميلي في فيلم Salmon Fishing in the Yemen من بطولة إيوان ماكجريجور وشارك في بطولة الفيلم الفنان المصري عمرو واكد، إيميلي صرحت لاحقاً إنها لم تُعجب بقصة الفيلم وشعرت بأنها غريبة، ولكن ما جذبها هو الشخصية التي قامت بتجسيدها مما دفعها للمشاركة في الفيلم.
التحسن في الاختيارات
مع بداية عام 2011 تحسنت اختيارات إيميلي بلانت من حيث الأدوار أو الأفلام، فجاء ظهورها في فيلم الخيال العلمي المميز Looper من بطولة بروس ويليس وجوردن جوزيف ليفيت. إيميلي ذكرت أن انبهارها بالسيناريو جعلها توافق على الدور قبل أن تنتهي من قراءته.
ولكن تبقى الخطوة الأبرز في مسيرة إيميلي بلانت عندما شاركت توم كروز بطولة فيلم Edge of Tomorrow الذي حقق نجاحاً كبيراً جماهيريا ولاقى استحسان كبير من النقاد، اختيار إيميلي جاء بناءً على اقتراح من توم كروز الذي أبدى رغبته في العمل معها حيث شاهدها في أكثر من عمل و أعجب بأدائها.
الجدير بالذكر أن إيميلي بلانت كادت تتسبب في قتل توم كروز أثناء تصوير حادث اصطدام سيارة، بلانت تخطت العلامة التي كانت من المفترض أن تقف عندها ولم تستطع التحكم في السيارة حتى اصطدما بشجرة ولحسن الحظ مر الأمر بكدمات خفيفة دون إصابات قوية.
توم كروز ذكر إنه عندما علمت بلانت بأن البذلة التي سترتديها طوال الفيلم تزن 36 كيلوجراماً ظلت تبكي طوال اليوم، لكن في النهاية حصلت إيميلي على جائزة أفضل ممثلة في فيلم أكشن من رابطة النقاد الأمريكيين.
البطلة الأولى
نجاح إيميلي بلانت دفع المخرج الكندي دينيس فيلينوف لاختيارها لبطولة فيلمه Sicario خاصة أنه كان معجب بأدائها عندما شاهدها في فيلم The Young Victoria. بلانت تجسد في الفيلم شخصية عميلة FBI تنضم لفريق يسعى إلى القبض على تاجر مخدرات مكسيكي. إيميلي استعانت قبل التصوير ب 4 عملاء من كتب الـFBI وناقشت معهم الشخصية وسجلت ملاحظاتهم وطريقة تعاملهم مع تلك النوعية من العمليات.
اختارها المخرج تايت تايلور لبطولة فيلم The Girl on the Train المقتبس عن رواية تحمل نفس الفيلم والتي تعتبر واحدة من أنجح الروايات البريطانية العام الماضي، إذ احتلت المركز الأول من حيث المبيعات لمدة 20 أسبوعا على التوالي، وبيع منها أكثر من 11 مليون نسخة من الكتاب حول العالم. وبالرغم من النجاح الكبير للرواية إلا أن الفيلم قوبل بهجوم من النقاد ووصفوه بالمحبط مقارنةً بالرواية.
ترفض "مارفل"
يبدو أن إيميلي بلانت تكره العمل مع مارفل أو تكره الالتزام بتعاقدات طويلة المدى، إيميلي كانت المرشحة الأولى للمخرج جون فافرو في دور Black Widow في فيلم Iron Man 2 إلا إن إيميلي رفضت الدور ولم تفسر عن سبب رفضها خاصةً أن شخصية Black Widow من الشخصيات الرئيسية في أفلام مارفل و تجسدها الآن سكارليت جوهانسون.
إيميلي رفضت عرضاً أخر من مارفل للمشاركة في بطولة فيلم Captain America: The First Avenger لتجسد شخصية "بيجي كارتر" والتي كان من المخطط لها الظهور في أكثر من فيلم من أفلام مارفل القادمة، الدور ذهب لهايلي أتويل.
ليست هناك تعليقات